العراقية ، عرف مؤسسها بالوعظ والتدريس من أيام وفاة شيخه المخرمي المذكور سنة ٥١٣ ه ، وكان الشيخ حنبليا ويعد من أكابر العلماء في عصره ، وجاء ذكر معاصريه في كتاب بهجة الأسرار. ودامت الأسرة إلى اليوم تتولى أوقاف الحضرة القادرية.
وفي بغداد منها (آل عبد العزيز) ، و (آل عبد الرزاق) من أولاد حضرة الشيخ إلا أن التولية والنقابة كانتا ولا تزالان لهذا العهد بيد (أولاد عبد العزيز) ابن الشيخ. وفي هذا العهد أصابتهم نكبات من الدولة الصفوية ، وترك الكثيرون منهم بغداد ، ذهبوا إلى مختلف الأنحاء إلى حلب ، وإلى الشام ومصر ، وإلى استانبول .. وكان ذلك في أيام دخول الشاه إسماعيل بغداد سنة ٩١٤ ه.
كان تأثيرهم على العالم الإسلامي كبيرا وكلمتهم مسموعة في بيان فظائع الصفويين. والحق أن هؤلاء لم يمنعهم حنقهم من الوقيعة والنكاية بالمسلمين لأغراض مذهبية.
ومن مشهوري الأسرة جماعة ذكرهم صاحب قلائد الجواهر منهم الشيخ شمس الدين والشيخ زين الدين ، وهم من آل عبد العزيز أهل التولية والنقابة في الوقت الحاضر. وفي خلال المدة بين حكم العجم والعثمانيين لم تنقطع علاقة الأسرة بالحضرة الكيلانية مما يتعلق بإدارة المدرسة أو الجامع ، والتكية القادرية. فهم شيوخ الطريقة تؤخذ عنهم ومعروفون بالعلم أيضا.
وكل ما عرف من أحوالهم في هذا العهد ما جاء منصوصا عليه في قلائد الجواهر. وأشرنا إليه في تاريخ العراق (١). ولا نمضي دون بيان أن الموقوفات الموجودة التي يتمتع بها آل الگيلاني كانت من موقوفات
__________________
(١) تاريخ العراق بين احتلالين المجلد الثالث.