وفي هذا وفي كلشن خلفا ، ما يؤيد أن الجامع والحضرة قد بنيا ولم تتم عمارتهما ، فأتم السلطان سليمان ذلك بل لم يتم كل ما هنالك فإن المنارة لم تكمل إلا في سنة ٩٧٨ ه أيام السلطان سليم الثاني. أوضحت ما جرى على هذه الحضرة والجامع من التعميرات لمختلف الأزمان في كتاب (المعاهد الخيرية) وكان ناظم تاريخ بناء المنارة الشاعر فضلي بن فضولي البغدادي.
وجاء في كتاب (تاريخ كاظمين) الفارسي ذكر ما جرى من تعميرات تالية منها أن الشاه عباس الكبير أمر سنة ١٠٣٣ ه بعمل ضريح من فولاذ لحفظ الصناديق من الخاتم كما أنه حدث غرق ببغداد والكاظمية سنة ١٠٤٢ ه فتضعضعت جدران الحضرة الكاظمية فأمر الشاه صفي بترميم ما اختل تعميره ، وأودع القيام بذلك إلى قزاق خان أمير الأمراء السابق في شيروان. وفي سنة ١٠٤٥ ه أجريت بأمره أيضا بعض الإصلاحات والترميمات في سلم المنارة وبعض التعميرات في المواطن الأخرى المختلة.
وجاء فيه أيضا أن الجيش العثماني عندما اكتسح بغداد نهب ما في الحضرة من قناديل فضية ومرصعة وبعض المزينات. ولم يعين مصدرا (١).
٥ ـ تسجيل المملكة العراقية :
وهذه كانت من أكبر أعمال السلطان. سجل الأملاك والمقاطعات. وهذه السجلات نالت اعتمادا ووثوقا بحيث صار يعمل بمضمونها بلا بينة. وكانت مرجعا دائما.
__________________
(١) تاريخ كاظمين ص ١٢٤.