وفي هذه الأثناء جمع حسين بك الداسني اليزيدية ، فوقعت حرب عظيمة كان من نتائجها أن دارت الدائرة على اليزيدية ، فتغلب عليهم الأمير سيف الدين ، وقتل نحو خمسمائة من متميزيهم وأكابر رجالهم. وحصل على غنائم لا تحصى. وعادت الحروب مرات ، وفي كلها كان اليزيدية في خذلان مريع.
دعا السلطان إلى استانبول حسين بك الداسني ، فأمر بقتله ولعل ذلك مبدأ السخط على اليزيدية ، والفتوى من أبي السعود بقتلهم هاج عليهم الكرد وغيرهم من جراء ما قاموا به من حروب مع المجاورين. وكان الأمير سيف الدين بتسويل أو ترغيب من يوسف بك برادوست المشهور بـ (غازي قران) عزم على السفر إلى إستانبول طالبا العفو عما بدر ، وأن يوليه السلطان (إمارة سهران) الموروثة له من آبائه وأجداده إلا أن السلطان لم يقبل معاذيره فقتله وعين مكانه السلطان حسين أمير العمادية إلا أن إمارة الصورانيين لم تنقطع وبقيت إلى حين.
نقف بهذه الإمارة الآن عند هذا الحد والملحوظ أن الصهرانيين يضرب المثل (بخناجرهم) ، فيقال (خنجر صوراني) لجودته كما يقال عندنا (خنجر صليب) في رداءته.
نظرة وإجمال
في هذا التاريخ دخلت بغداد تحت سيطرة الدولة العثمانية ولم يسبق أن حكمتها وإنما كانت بعيدة عنها كما أذعن بالطاعة سائر الأمراء المجاورين من اللر ، وإمارة البصرة ، والقطيف والبحرين ، وأمير الحويزة مانع المشعشع (١).
__________________
(١) انفرد بذكر اسمه صاحب كلشن خلفا ص ٦١ ـ ٢ وفي تاريخ العراق ج ٣ لم نجد له أثرا ، فلم نتمكن من معرفة صلة له بمن سبقه.