فمن كتاب لأمير المؤمنين عليهالسلام كتبه الى الحارث الهمداني جاء فيه : « واحذر صحابة من يفيل رأيه ، ويُنكر عملُه ، فإنّ الصّاحب معتبر بصاحبه... وإيّاك ومصاحبة الفسّاق ، فإنّ الشرّ بالشرّ ملحق » (١).
وحذّر عليهالسلام من مصادقة المنحرفين فقال : « إيّاك ومصادقة الأحمق فانه يريد أن ينفعك فيضرّك ، وإيّاك ومصادقة البخيل ، فانّه يقعد عنك أحوج ما تكون إليه ، وإيّاك ومصادقة الفاجر ؛ فإنّه يبيعك بالتافه ، وإيّاك ومصادقة الكذّاب ؛ فانّه كالسّراب يقرّب عليك البعيد ، ويبعّد عليك القريب » (٢).
ومعاشرة الفساق والسفهاء خصوصاً تؤدي الىٰ فساد الاخلاق كما ورد في حديث الامام محمد الجواد عليهالسلام : « فساد الأخلاق بمعاشرة السفهاء » (٣).
وفي مقابل هذه التحذيرات حثّ أهل البيت عليهمالسلام علىٰ مصادقة ومجالسة الصالحين والاتقياء ؛ لانّها وسيلة من وسائل اصلاح الفكر وإصلاح السلوك ؛ لانّ الانسان يتأثر بأفكار وسلوك المحيطين به ، وخصوصاً اذا كانوا أكثر علماً أو تجربة منه ، أو اكثر وجاهة منه ؛ لان الانسان يتأثر بالأعلىٰ منه ويقتدي بمن فوقه من ذوي المواقع الاجتماعية المتقدّمة.
قال الامام زين العابدين عليهالسلام : « مجالسة الصالحين داعية إلى الصلاح » (٤).
وقال عليهالسلام : « جالسوا أهل الدين والمعرفة ، فان لم تقدروا عليهم فالوحدة
_______________________
(١) شرح نهج البلاغة / ابن أبي الحديد : ١٨ / ٤٢.
(٢) المصدر السابق نفسه : ١٨ / ١٥٧.
(٣) كشف الغمة / الاربلي : ٢ / ٣٤٩.
(٤) تحف العقول / الحرّاني : ص ٢٠٥.