وأكدت الروايات علىٰ أهمية معرفة النفس ومعرفة قدرها وطاقاتها ، ومعرفة درجة قربها وبعدها من الاستقامة والصلاح. قال أمير المؤمنين عليهالسلام : « الخير كلّه فيمن عرف قدر نفسه ، وكفىٰ بالمرء جهلاً أن لا يعرف قدر نفسه » (١).
وقال عليهالسلام : « ما هلك امرؤ عرف قدره » (٢).
وقال عليهالسلام : « رحم الله امرءاً عرف قدره ولم يتعدّ طوره » (٣).
ومن معرفة النفس معرفة عيوبها ، وهي ظاهرة ايجابية وصحية ، فمن خلال معرفة عيوب النفس ينشغل الانسان عن عيوب غيره ، ويتوجه إلىٰ إصلاح عيوبه بالطرق والأساليب المتاحة ، ويتعاون مع غيره إن عجز بمفرده ، وقد دلّت الروايات علىٰ الآثار الايجابية لذلك.
قال أمير المؤمنين عليهالسلام : « من عرف عيب نفسه اشتغل عن عيب غيره » (٤).
وقال الإمام الصادق عليهالسلام : « أنفع الأشياء للمرء سبقه الناس إلىٰ عيب نفسه » (٥).
وبعد التقييم الذاتي ومعرفة النفس يأتي دور المحاسبة لها ، وهي تسهم في إيقاف الانحراف ، والتوجه إلىٰ الاصلاح والتكامل والبناء التربوي الصالح للفرد نفسه ولذويه وللمجتمع.
_______________________
(١) مجموعة ورّام : ٢ / ١١٥.
(٢) عيون أخبار الرضا ٧ / الشيخ الصدوق : ٢ / ٥٤.
٣ ـ تصنيف غرر الحكم : ص ٢٣٣.
٤ ـ أعلام الدين / الديلمي : ص ١٨٦.
٥ ـ تحف العقول / الحرّاني : ص ٢٧٣.