٢ ـ « أبلغ البلاغة ما سهل في الصواب مجازه ، وحسن ايجازه ».
٣ ـ « أحسن الكلام ما لا تمجّه الآذان ، ولا يتعب فهمه الأذهان » (١).
ومن المداراة اختصار الكلام وتجنّب الإسهاب المؤدّي إلىٰ الكلل والملل.
قال أمير المؤمنين عليهالسلام : « الكلام كالدواء قليله ينفع وكثيره قاتل ».
وقال عليهالسلام : « أقل المقال ، وقصّر الآمال ، ولا تقل ما يكسبك وزراً وينفر عنك حراً » (٢).
ومن المداراة تجنب الحديث عن الأمور التي لا يتعقلها المراد تربيتهم ولا تتحملها عقولهم.
قال الإمام جعفر الصادق عليهالسلام : « رحم الله عبداً اجتر مودة الناس إلينا ، فحدثهم بما يعرفون وترك ما ينكرون » (٣).
وعن محمد بن عبيد قال : دخلت علىٰ الرضا عليهالسلام فقال لي : « قل للعباسي : يكف عن الكلام في التوحيد وغيره ، ويكلّم الناس بما يعرفون ، ويكفّ عما ينكرون » (٤).
ودخل عليه يونس بن عبد الرحمن فشكا إليه ما يلقىٰ من أصحابه من الوقيعة ، فقال له الإمام الرضا عليهالسلام : « دارهم فانّ عقولهم لا تبلغ » (٥).
وينبغي أن لا تكون المداراة في ترك الحق كما ورد عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم :
_______________________
(١) تصنيف غرر الحكم : ص ٢١٠.
(٢) المصدر السابق نفسه : ص ٢١١.
(٣) بحار الأنوار / المجلسي : ٢ / ٦٥.
(٤) التوحيد / الشيخ الصدوق : ص ٩٥.
(٥) رجال الكشي : ص ٤٨٨.