وقد فات الكثير من الدراسات الرجوع إلىٰ عدل القرآن وهم أئمة الهدىٰ من أهل بيت النبوة ، فانّ أحاديثهم وارشاداتهم ووصاياهم وسيرتهم العملية كفيلة بتحديد معالم متكاملة وشاملة لمنهج تربوي يصلح أن يكون مرجعاً لجميع العلماء والباحثين والمتخصصين بشؤون التربية وعلم النفس على اختلاف متبنياتهم العقائدية والفكرية ؛ لأنّه المنهج الذي لا يتقيد بزمان أو مكان بل يصلح لكل زمان ومكان ، لأنّه صادر عن أئمة الهدى وعن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الذي لا ينطق عن الهوىٰ ، ومرجعه إلىٰ الله تعالى المحيط بسكنات الإنسان وحركاته ، فهو من وضع خالق الإنسان لا من وضع الإنسان المحدود في فكره والمحدود في قواه العقلية والعلمية ، وهو منهج واقعي يراعي واقع الإنسان فلا يحمّله ما لايطيق ، وهو منهج شمولي لايتحدد بجانب معين ، ولا يبحث مجالاً دون آخر.
وفي بحثنا عن ملامح المنهج التربوي عند أهل البيت عليهمالسلام نضع بعض القواعد التأسيسية في هذا المجال لتكون عوناً لمن يرغب أن يتوسّع في البحث والكتابة ، وقد اعتمدنا علىٰ أحاديث أهل البيت عليهالسلام وسيرتهم في التوصل إلىٰ معالم المنهج التربوي ، مع الاستفادة من الشواهد والدراسات العلمية الحديثة ، ومن التجربة الشخصية من خلال متابعة عينات من الظواهر التربوية والنفسية.
ووزّعنا البحث علىٰ فصول : تناولنا في الفصل الأول : أثر الوراثة والمحيط في البناء التربوي ، ثم عرضنا في الفصل الثاني دور القيم المعنوية والنفسية في المجال التربوي ، وتناولنا في الفصل الثالث خصائص المربين وأساليب التربية ، وأخيراً تناولنا في الفصل الرابع خصائص ومميزات المنهج التربوي عند أهل البيت عليهمالسلام.
وقد اخترنا الأسلوب الميسر في طرح الآراء والمتبنيات ، متجنبين استخدام المصطلحات الغامضة والعبارات المبهمة ، لتكون الاستفادة عامة وشاملة لجميع المستويات.
نسأل الله تعالىٰ أن يوفقنا لخدمة دينه ومنهجه ومن أمرنا بطاعتهم انّه نعم المولىٰ ونعم النصير.