التربية ، ونكتفي هنا بذكر بعض المراسلات الموجزة :
كتب أمير المؤمنين عليهالسلام إلىٰ عبدالله بن العباس : « أمّا بعد ، فإنّك لست بسابقٍ أجلك ، ولا مرزوق ما ليس لك ، واعلم بأنّ الدّهر يومان : يوم لك ويوم عليك ، وأنّ الدنيا دار دول ، فما كان منها لك أتاك علىٰ ضعفك ، وما كان منها عليك لم تدفعه بقوّتك » (١).
وكتب رجل للإمام الحسين عليهالسلام : عظني بحرفين ، فكتب إليه : « من حاول أمراً بمعصية الله كان أفوت لما يرجو وأسرع لمجيء ما يحذر » (٢).
وعن علي بن سويد ، عن أبي الحسن موسىٰ عليهالسلام قال : سألته عن الضعفاء ، فكتب إليّ : « الضعيف من لم ترفع إليه حجّة ولم يعرف الاختلاف ، فاذا عرف الاختلاف فليس بمستضعف » (٣).
٢ ـ الشعر
الشعر له دور في التربية والتوجيه والتثقيف عند جميع الاُمم وفي جميع الحضارات ، وله دور في تحريك العقول والقلوب والضمائر ، وقد دلّت التجارب والدراسات علىٰ ذلك.
وأهل البيت عليهمالسلام كمربّين لم يغفلوا اُسلوب الشعر في الجانب التربوي ، فقد تمثّلوا بأشعار كثيرة في الموعظة والارشاد ، ورويت لهم بعض الأشعار الموجزة المعبّرة عن المفاهيم والقيم الصالحة ، نكتفي بذكر نماذج منها :
فمن الشعر المنسوب إلىٰ أمير المؤمنين عليهالسلام :
_______________________
(١) نهج البلاغة : ٤٦٢.
(٢) الكافي / الكليني : ٢ / ٢٧٣.
(٣) المصدر السابق نفسه : ص ٤٠٦.