المنهج ولو قدر للإسلام أن يبقىٰ في دوره الريادي دون اقصائه من قبل المحتلّين والغزاة لانتهى الانحراف وانحسر في دائرة ضيقة.
وفي مقابل ذلك نرىٰ أنّ المناهج الوضعية في التربية لم تحقّق إلّا مزيداً من الانحراف النفسي والسلوكي ، حيث القلق والاضطراب في النفس والانحراف في السلوك الفردي والاجتماعي ، وكان من آثاره كثرة الجرائم وكثرة الفساد وبالتالي فقدان الأمن والاطمئنان ، وفيما يلي نذكر بعض الاحصائيات في ذلك.
في نيويورك وحدها يوجد أكثر من ٣٠٠ ألف مدمن على المخدرات ، وهؤلاء يحتاجون يومياً إلىٰ ( ٥٠ ـ ١٠٠ ) دولار لكل شخص لتأمين الهيروئين لأنفسهم ، وإن إحصاءات الجرائم في نيويورك تدل على انها بلغت ٣٦٨ ألف جريمة خلال العشرة أشهر الأولىٰ من عام ١٩٧٢ من أمثال القتل ، والاغتصاب ، والهجوم المسلح (١).
وفي عام ١٩٩١ بلغ عدد جرائم القتل إلىٰ ٢٤٠٠٢٠ جريمة ، وقد ازداد العدد في عام ١٩٩٢ (٢).
وتشير الاحصائيات إلىٰ ٩٦٣ حالة اغتصاب في الولايات المتحدة في أوائل التسعينات ، علماً أنّ الاباحية الجنسية منتشرة والسلوك الجنسي سهل الاشباع.
وفي مجال جرائم القتل العائلية أفادت دراسة لوزارة العدل الأمريكية في ١٠ تموز ١٩٩٤ أنّ ٨٠% من ضحايا القتل قتلوا بأيدي أفراد من عائلاتهم.
_______________________
(١) الأفكار والرغبات بين الشيوخ والشباب / محمد تقي فلسفي : ١ / ١٨٦ ، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات ، بيروت ، ط ١ ، ١٤١٥ ه.
(٢) مجلة نور الإسلام : ٤٣ / ٩٦.