التصق بالأرض [حتى بقي بينه وبين الأرض] (١) مقدار ساف (٢) أو سافين ، فقلتُ : انّما تمّ هذا على قبر الإمام أحمد من كثرة الغيث فسمعته من القبر وهو يقول : لا بل هذا من هيبة الحقِّ عزَّ وجلَّ ؛ لأنّه عزّ وجلّ قد زارني ، فسألته عن سرّ زيارته إيّاي في كلّ عام ، فقال عزّ وجلّ : يا أحمد ، لأنّك نصرت كلامي فهو يُنشر ويُتلى في المحاريب ، فأقبلت على لحده أُقبِّله ، ثمّ قلت : يا سيّدي ، ما السرّ في أنّه لا يقبّل قبر إلاّ قبرك؟ فقال لي : يا بُنيّ ليس هذا كرامة لي ولكن هذا كرامة لرسول الله ، لأنّ معي شعرات من شعره صلىاللهعليهوآلهوسلم ؛ ألا ومن يحبّني [لِمَ لا] (٣) يزورني في شهر رمضان؟ قال ذلك مرّتين.
من يزور أحمد غفر الله له :
أخرج الحافظ ابن عساكر في تاريخه (٤) (٢ / ٤٦) عن أبي بكر بن أنزويه ، قال : رأيتُ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في المنام ومعه أحمد بن حنبل ، فقلتُ : يا رسول الله من هذا؟ فقال : هذا أحمد وليُّ الله ووليُّ رسول الله على الحقيقة ، وأنفق على الحديث ألف دينار. ثمّ قال : من يزوره غفر الله له ؛ ومن يبغض أحمد فقد أبغضني ، ومن أبغضني فقد أبغض الله.
وأخرج الخطيب البغدادي عن عبد العزيز قال : سمعتُ أبا الفرج الهندبائي يقول :
كنتُ أزور قبر أحمد بن حنبل فتركته مدّة ، فرأيتُ في المنام قائلاً يقول لي : تركت زيارة قبر إمام السنّة؟ تاريخ بغداد (٤ / ٤٢٣) ، مناقب أحمد لابن الجوزي (٥) (ص ٤٨١).
__________________
(١) الزيادة من المصدر.
(٢) الساف والسافة : الصف من الطين أو اللبن جمعها آسُف وسافات. (المؤلف)
(٣) الزيادة من المصدر.
(٤) تاريخ مدينة دمشق : ٥ / ٣٣٤ رقم ١٣٦.
(٥) مناقب أحمد : ص ٦٣٩.