الغار ، السلام عليك يا رفيقه في الأسفار ، السلام عليك يا أمينه في الأسرار ، جزاك الله عنّا أفضل ما جزى إماماً عن أُمّة نبيّه ، ولقد خلفته بأحسن خلف ، وسلكت طريقه ومنهاجه خير سلك ، وقاتلت أهل الردّة والبدع ، ومهّدت الإسلام ، ووصلت الأرحام ، ولم تزل قائماً للحقّ ناصراً لأهله حتى أتاك اليقين ، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته ، اللهمّ أَمتنا على حبّه ، ولا تخيِّب سعينا في زيارته برحمتك يا كريم.
زيارة عمر بن الخطّاب :
٢٨ ـ ثمّ يتحوّل حتى يحاذي قبر عمر رضى الله عنه ويقول :
السلام عليك يا أمير المؤمنين ، السلام عليك يا مظهر الإسلام ، السلام عليك يا مكسِّر الأصنام ، جزاك الله عنّا أفضل الجزاء ، ورضي الله عمّن استخلفك ، فقد نصرت الإسلام والمسلمين حيّا وميّتاً ؛ فكفلت الأيتام ، ووصلت الأرحام ، وقوي بك الإسلام ، وكنت للمسلمين إماماً مرضيّا وهادياً ومهديّا ، جمعت شملهم ، وأغنيت فقيرهم ، وجبرت كسرهم ، السلام عليك ورحمة الله وبركاته.
قال الأميني : هذه الزيارة هي التي ذكرها الشرنبلالي الفقيه الحنفي في مراقي الفلاح (١) وغير واحد من السلف ، غير أنَّ أعلام اليوم زادوا فيها ما راقهم من فضائل الشيخين ، وليس هناك أيّ وازع من ذلك. إذ في وسع الزائر سرد جمل الثناء على المزور بكلّ ما يعلم من مناقبه ، وقد أطبقت الأُمّة الإسلاميّة على هذا في قرونها الخالية حتى اليوم.
زيارة أُخرى :
رواية القسطلاني (٢) :
__________________
(١) مراقي الفلاح : ص ١٥١.
(٢) المواهب اللدنيّة : ٤ / ٥٨٤.