تريم بها منهم أُلوفٌ عديدةٌ |
|
بساحةِ بشّارٍ شموس الهدى قلِ |
زيارةُ كلٍّ منهمُ صحّ أنّها |
|
لما شئتَ من جلبٍ ودفعٍ محصَّلِ |
وإنْ قيل ترياقٌ ببغداد جرِّبا |
|
وفي ربع بشّار شفا كلِّ معضل |
إلى آخر الأبيات. النور السافر (١) (ص ٨٠ ، ٨١) ، شذرات الذهب (٢) (٨ / ٦٤).
توجد في المعاجم وكتب التراجم والتاريخ أضعاف ما ذكر من القبور المزورة ، اقتصرنا بالمذكور روماً للاختصار.
منتهى القول في زيارة القبور
هذا قليل من كثير ممّا تداول بين أجيال المسلمين منذ عهدهم المتقادم من لدن عهد الصحابة الأوّلين والتابعين لهم بإحسان ، ثمّ في أدوارهم المتتابعة من زيارة قبر نبيّهم الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم ومراقد الأئمّة والأولياء والصالحين والعلماء ، وشدّ الرحال إليها ، والتوسّل والاستشفاع بها ؛ وفي الزائرين علماء أعلام وأئمّة يقتدى بهم في كلٍّ من المذاهب ، على أنّ نقلة هذه الأقاويل علماء وقادة ارتضوا تلكم الأعمال بنقلهم لها في مقام فضيلة المقبورين ، وأرباب هاتيك المشاهد ، فعلى ذلك وقع التسالم بين فرق المسلمين في قرونهم المتطاولة ، وذلك يُنبئ عن الإجماع المتحقّق بين طبقات الأمّة الإسلاميّة على استحسان ذلك كلّه ، وكونه سنّة متّبعة.
وأنت ـ أيّها القارئ الكريم ـ إذا أعرت لما تلوناه عليك أُذناً واعية ، فهل تجد لما يصفه ابن تيميّة ومن يرقص لما له من مكاءٍ وتصديةٍ ـ نظراء القصيمي ـ مقيلاً من الصدق؟ فهل كان المسلمون الأوّلون يرون ما يأتون به من الأعمال في مشاهد الموتى كفِرية ثمّ يتقرّبون به إلى الله تعالى؟ حاشا لا نتّهم فرق المسلمين عامّة بمثل
__________________
(١) النور السافر : ص ٧٦.
(٢) شذرات الذهب : ١٠ / ٩٣ حوادث سنة ٩١٤ ه.