الحروب الصليبية وكانت سبب عصر الانبعاث والنهضة عندهم ونحن قطعنا الصلات بيننا وبين علمائنا وذهبنا نأخذ عن الغرب عن وسيط فلا نأخذ إلا ما يشاء أن يعطينا بالقدر الذى يشاء على النحو الذى يريد فضللنا وضاع منا الطريق وتردينا فى هوة الضعف.
.. ما بالك بقوم يأخذون الدرجات العلمية العالية فى التخصص الدقيق فى فروع لغتهم ودينهم من جامعات غربية لا يحسن التحدث بالعربية فيها من يمنح الدرجة العلمية فى علوم العربية ولا يدين دين الإسلام فيها من يمنح الدرجات العلمية المتنوعة فى فروع الثقافة الإسلامية الشاملة التى هى عندنا تراث عملاق وتلال وجبال نجهل عنها أكثر ما نعرف وما ذلك إلا أول طريق الضياع ... وهو طريق الرشاد
وقد دارت مباحث هذا الكتاب حول موضوعات علينا أن نعمق النظر حول واحد منها فى ضوء الدراسات اللغوية الحديثة.
فإن كل واحد من موضوعات هذا الكتاب يصلح فى حد ذاته مبحثا مستقلا يهدى إلى جديد ويقدم نفعا للثقافة الإنسانية فضلا عما يسديه من خدمة للغة كتاب الله.
ويجعل لنا دورا فى حركة التقدم العلمى الراهنة بدل أن نكون عبئا عليها أو ذيلا لأصحابها.
وإن كل تعليق أوردته فى صفحات الكتاب وهوامشه لهو دليل على ما سقت فى هذه الخاتمة وكم نحن فى حاجة إلى المعايشة الكاملة لأعمال علمائنا هؤلاء.
وإننى أسأل الله تعالى أن يتقبل ما قمت به فى هذا العمل خالصا لوجهه وأن ينفع به. فالله هو الهادى وهو الموفق. عليه توكلت وإليه أنيب.
وهو حسبى ونعم الوكيل ،
|
أ. د. البدراوى عبد الوهاب زهران الدقى فى ذى الحجة ١٤١٢ |