المنظومة النحوية للخليل لا يمثل مشكلة ما في نسبتها إليه أو التشكك في تلك النسبة.
ثالثا : ملاحظة أخرى بالنسبة للأعلام الواردة في المنظومة النحوية للخليل وهي أن العلمين (زيدا وعمرا) أخذا نصيب الأسد بين الأعلام. فقد تكرر (زيد) سبع عشرة مرة و (عمرو) ثلاث عشرة مرة ، بل إن الخليل ذكر (زيدا) مرتين في البيت الواحد (١) ، بل والغريب أن (زيدا) هو أول علم ورد عند ما احتاج الخليل للتمثيل (٢) وأيضا جاء هو نفسه آخر علم وارد في المنظومة للتمثيل (٣) ولم يقف الأمر عند هذا الحد فقد تكرر في آخر بيت للتمثيل.
ومن اللافت للنظر أن النحويين المتأخريين عن الخليل قد اكثروا من التمثيل بالعلمين (زيد وعمرو) حتى صار (زيد وعمرو) مضرب المثل عند غير المتخصصين من المثقفين أو أنصاف المثقفين ، أو حتى عند عوام الناس ، ترى هل كان كل ذلك بتأثير من استخدام الخليل لهذين العلمين باعتبار أن هذه المنظومة النحوية هي أول منظومة في النحو العربي؟ أو أن ذلك جاء عن طريق المصادفة.
فالمتأمل لكتاب سيبويه يجد أنه أكثر من التمثيل بزيد وعمرو أيضا ، وسيبويه كان التلميذ النابه للخليل. هل يمكن أن يكون ذلك دليلا على العلاقة الوطيدة بين الخليل وسيبويه؟ وإن ذلك تأثير مباشر من الخليل على سيبويه حتى في طريقة التمثيل!! وخاصة أننا نعلم مدى إفادة سيبويه من أستاذه الخليل. ربما كانت الإجابة بنعم ، ويعد ذلك دليلا آخر على صحة نسبة هذه المنظومة النحوية إلى الخليل.
أما بقية الأعلام التي مثّل بها الخليل فلم نتوقف أمامها ، فهي أعلام كثيرة ، منها ما هو شائع ومنها ما هو غير شائع ، وذلك كله في حيّز التمثيل.
__________________
(١) البيت رقم ٢٨٩.
(٢) البيت رقم ٢٨.
(٣) البيت رقم ٢٨٩.