سيبويه إليها لتشيع في حقل النحو العربي من خلال «الكتاب» الذي كان للخليل دور كبير فيه.
وإذا كانت هذه المنظومة النحوية للخليل هي أول منظومة ؛ في النحو العربي ، بل هي أول عمل يأتي مخطوطا محفوظا دون تشويه فإن المصطلحات والقضايا الواردة به سيكون لها دور كبير في تأصيل النحو البصري وتجسيد المصطلح النحوي لدى البصريين ، وخاصة أن ما وصلنا من مخطوطات نحوية كتبت في القرن الثاني الهجري قليل يعدّ على أصابع اليد الواحدة ، منه تلك المنظومة النحوية وكتاب الجمل في النحو العربي ، وكتاب سيبويه مما يجعلنا نقول : إنه من خلال هذه الأعمال النحوية أولا ومما ورد مع بداية القرن الثالث الهجري من أعمال نحوية مثل «مقدمة في النحو» لخلف الأحمر وغير ذلك فإننا نستطيع التأريخ للمصطلح النحوي بشكل أكثر دقة مما سبق.
ولا أبالغ إذا قلت بعدم وجود تعارض في استخدام المصطلحات النحوية بين المنظومة النحوية وما ورد على لسان الخليل في كتابه «الجمل» وما ورد عند سيبويه في (الكتاب) على لسان الخليل ، ولعل هذا ما يجعلنا مطمئنين إلى نسبة هذه المنظومة إلى الخليل أيضا.
انطلاقا مما مضى نؤكد أن الباحث لا يستطيع رصدا دقيقا وتحديدا جادا لتاريخ المصطلحات النحوية نظرا لعدم تدوين النتاج النحوي كاملا ، وخاصة لدى طبقات النحويين الأوائل الذين تكلموا في قضايا النحو العربي ، وأيضا لعدم وضوح الرؤية من خلال الغموض والابهام أو الأقوال المتضاربة لدى بعض النحويين حول جزء من المصطلحات الواردة في ثنايا علم النحو. ولهذا سنحاول التعليق على المصطلحات الواردة في المنظومة مع المقارنة بتلك المصطلحات الواردة على لسان الخليل في بعض أعماله الأخرى مثل «الجمل في النحو العربي» ومعجم «العين» وما ورد عند سيبويه منقولا عن الخليل.