بعنوان : «باب قبل وبعد إذا كانتا غاية» قائلا تحت هذا العنوان (١) :
وتقول قبل وبعد كنا قادة |
|
من قبل أن يأتي الأمير الأغلب |
لما جعلت كليهما لك غاية |
|
أوجبت رفعهما وصحّ المشعب |
وإذا كان هذا المصطلح (الغاية) قد ورد عند الخليل فليس صحيحا ما ورد في كتاب المدارس النحوية (٢) حيث يقول صاحبه : «وأول من استعمل «الغاية» الفرّاء في كلامه على الشاهد وهو قول الشاعر :
إذا أنا لم أو من عليك ولم يكن |
|
لقاؤك إلا من وراء وراء |
قال (يعني الفرّاء) : «ترفع ـ أي وراء وراء ـ إذا جعلته غاية ولم تذكر بعده الذي أضفته إليه ... ومثله قول الشاعر :
لعمرك ما أدرى وإني لأوجل |
|
على أيّنا تعدو المنية أول |
رفعت (أول) لأنه غاية ، ألا ترى أنها مستندة إلى شيء هي أوله» أ، ه.
وواضح من النص السابق أن الباحث يتكلم بيقين مطلق ، ولم يعنّ نفسه بالبحث في الكتب السابقة على الفرّاء ، حتى سيبويه لم يذهب إليه وأصدر هذا الحكم دون تريّث منه أو أناة. فالملاحظ أن هذا المصطلح ورد في مواضع ثلاثة قبل وروده عند الفرّاء ، ومع ذلك لم يعثر الباحث على موضع واحد حتى يحكم حكما صحيحا. هذه المواضع الثلاثة هي :
(١) ذكره الخليل في منظومته النحوية كما مرّ منذ قليل.
(٢) ذكره الخليل في كتاب «الجمل في النحو العربي» في أكثر من موضع.
(٣) ذكر هذا المصطلح في كتاب سيبويه أكثر من مرّة ، وفي إحدى المرات جاء على لسان الخليل في «الكتاب».
أما ذكر مصطلح «الغاية» في كتاب «الجمل» للخليل فقد وجدت المصطلح مذكورا مرتين ، وربما كان أكثر من ذلك. يقول الخليل (٣) :
__________________
(١) البيتان ١٦٩ ، ١٧٠ من منظومة الخليل.
(٢) الدكتور إبراهيم السامرائي ص ١٢٩ نقلا عن معاني القرآن للفرّاء ٣ / ٣٢٠.
(٣) الجمل ١٨٤.