الخليل في كتابه (الجمل) (١) عما ورد في المنظومة أو الكتاب ، وقليلا جدا ما كان يستخدم الخليل (النصب) في حالة البناء ، فقد تمّ في المنظومة ونقله عنه سيبويه ، ففي المنظومة (٢) عند ما يصف حركة نون المثنى ونون الجمع ، وصف نون الجمع بأنها في حالة (نصب) مع أن كسرتها كسرة بناء ، كذلك في كتاب سيبويه استخدم النصب ويقصد فتحة البناء وهذا قليل جدا (٣) وكذلك في كتابه (الجمل) عند ما قال (٤) : «والنصب على البنية ، ما كان بناء بنته العرب ، مما لا يزول إلى غيره مثل : الفعل الماضي ومثل حروف إن وليت ولعل ، وسوف ، وأين وما أشبهه» ، وهذه حالة ذكر فيها النصب وقصد البناء يقابلها خمسون حالة ذكر فيها النصب في حالة الإعراب ، وهي كل حالات النصب الواردة في الجمل ، ومن ناحية أخرى فإن الخليل كان يستخدم الفتح في حالة البناء (٥).
الجزم :
استخدم الخليل مصطلح (الجزم) في منظومته بمعنى الوقف أو السكون سواء أكان الفعل في حالة البناء أم كان في حالة الإعراب ، ففي حالة البناء يقول عن فعل التعجب (٦) :
لا تفصلن بين التعجب واسمه |
|
فيعيبه يوما عليك معيّب |
وتقول أظرف بالفتى أحسن به |
|
أكرم بأحمد إنه لمهذّب |
فجزمته لما أتيت بلفظه |
|
بالأمر والمعنى لما يتعجّب |
__________________
(١) ص ٣٣ حيث يقول : وإنما بدأنا بالنصب لأنه أكثر الإعراب طرقا ووجوها.
(٢) البيت ٣١.
(٣) الكتاب ٢ / ٢٠٢ ، ٢٠٤.
(٤) الجمل ٨٥ وهي حالة وحيدة من إحدى خمسين حالة.
(٥) الكتاب ٢ / ٢٢١.
(٦) الأبيات من ٩٩ ـ ١٠١.