تحتضن العجزة من الآباء والأمهات الذين طردوا من العائلة ، شاهد معبر جدّا عن هذه الحقيقة المرّة.
فالرجال والنساء الذين صرفوا عمرا طويلا في الخدمة لمنح المجتمع أبناء عديدين ، يطردون تماما في الأيّام التي يكونون فيها بأشد الحاجة إلى عواطف الأبناء ومحبتهم ومعونتهم ، ويبقون في تلك الدور يعدون الأيّام في انتظار لحظة الموت ، وقد سمّروا أعينهم في الباب بانتظار صديق أو قريب يفتحها ... ولا تفتح عليهم إلّا مرّة أو مرّتين في السنة!
حقا ، إنّ تصور مثل هذه الحالة ينغص على الإنسان عيشه منذ البداية ، وهذا هو عرف دنيا المادة والتمدن وأسلوبها حينما يطرح منها الإيمان والدين.
٦ ـ إنّ جملة : (وَأَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ) تبيّن أنّ العمل الصالح هو العمل الذي يبعث على رضى الله سبحانه ، وتعبير : (أَحْسَنَ ما عَمِلُوا) والذي ورد في آيات عديدة من القرآن المجيد ، يبيّن فضل الله الذي لا يحصى في مقام مكافأة العباد وجزائهم ، حيث يجعل أحسن أعمالهم معيارا لكلّ أعمالهم الحسنة في الحساب. والمثوبة.
* * *