السماوات وما أظللن ، ورب الأرضين ما أقللن ، ورب الشياطين وما أضللن ، ورب الرياح وما ذرين ، نسألك خير هذه القرية وخير أهلها ، ونعوذ بك من شرها وشر أهلها / / وشر ما فيها ، أقدموا بسم الله» (١).
ونزل على خيبر ليلا ولم يعلم أهلها. فلما أصبحوا خرجوا إلى عملهم (٢) ، فلما رأوه عادوا وقالوا : محمد والخميس ـ يعنون الجيش ـ فقال النبي ، صلىاللهعليهوسلم : «الله أكبر خربت خيبر إنا إذا أنزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين» (٣). ثم حاصرهم وضيق عليهم وأخذ الأموال وفتح الحصون ، وأصاب سبايا منهن صفية بنت حيي (٤) فاصطفاها رسول الله ، صلىاللهعليهوسلم ، لنفسه وتزوجها جعل عتقها صداقها. وهذا مذهب الإمام أحمد ، رضياللهعنه ، وهي (٥) من مفردات مذهبه ، وكان علي بن أبي طالب ، رضياللهعنه ، قد تخلف بالمدينة لرمد لحقه ، فلما أصبحوا جاء علي فتفل النبي ، صلىاللهعليهوسلم ، في عينيه (٦) ، فما اشتكى رمدا بعدها ، ثم أعطاه الراية فنهض بها وأتى خيبر. فأشرف عليه رجل من يهود خيبر وقال : من أنت؟ فقال : أنا علي بن أبي طالب ، فقال اليهودي : غلبتم يا معشر اليهود فخرج مرحب من الحصن وعليه مغفر يماني وعلى رأسه بيضة عادية وهو يقول :
قد علمت خيبر أني مرحب |
|
شاكي السلاح بطل مجرّب (٧) |
أطعن أحيانا وحينا أضرب |
|
إذا الليوث أقبلت تلتهب (٨) |
فخرج إليه علي ، رضياللهعنه ، وهو يقول :
أنا الذي سمتني أمي حيدرة |
|
أكيلكم بالسيف كيل السندرة (٩) |
ليث بغابات شديد قسورة (١٠) |
واختلف بينهما ضربتان فسبقه علي ، رضياللهعنه ، فقد البيضة والمغفر ورأسه فسقط عدو الله ميتا. وكان فتح خيبر في صفر على
__________________
(١) ينظر : ابن هشام ٣ / ٢١٢.
(٢) إلى عملهم أ ج ه : إلى عمالهم ب د.
(٣) ينظر : ابن هشام ٣ / ٢١٢ ؛ ابن حبان ، السيرة ٣٠٠.
(٤) ينظر ترجمتها : ابن هشام ٣ / ٢١٧ ؛ ابن سعد ٨ / ٩٥ ؛ ابن حبان ، تاريخ ١٣٩.
(٥) وهي أ ه : وهو ب ج : وهذا د.
(٦) عينيه أ ب ج د : عينتيه ه.
(٧) شاكي ب ج د ه : شاك أ.
(٨) ينظر : ابن هشام ٣ / ٢١٦.
(٩) أكيلكم ب د ه : أكيلهم أ ج.
(١٠) ينظر : ابن هشام ٣ / ٢١٤ ـ ٢١٥ ؛ ابن سيد الناس ٢ / ١٧٥.