ذلك لأن شرف التوحيد يأبى لهم ان يغدروا ببعضهم وهم يؤمنون برعاية الله عليهم.
(إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ)
[٩٢] تروي قصص العرب أن امرأة قرشية خرقاء كانت تغزل هي وجواريها عرض النهار ، فاذا أمسى نقضت الغزل ، وتركته كحالته السّابقة أنكاثا ، لا فتل فيه ولا إبرام ، فنهى القرآن الحكيم أن نكون مثلها ، نتعب أنفسنا في أمر الدين حتى إذا أحكمناه عدنا ننقضه بنكث العهد ونقض القسم.
(وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَها مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ)
اي مثل «ريطة بنت كعب» خرقاء مكة التي غزلت بقوة ، ثم نقضت من بعد قوة.
(أَنْكاثاً)
جاء في (المجمع) : وكل شيء نقض بعد الفتل فهو أنكاث ، حبلا كان أو غزلا.
(تَتَّخِذُونَ أَيْمانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ)
اي تستخدمون اليمين وسيلة للغدر ، والدخل ـ في الأصل ـ كلما دخل الشيء ، وليس منه ، ويكن به عن الخدعة والخيانة.
(أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبى مِنْ أُمَّةٍ)
اي بهدف ان تكون أمة أعلى من أمة اخرى وتتسلط على أختها وتحافظ على سيطرتها بالخداع.