(قالُوا إِنَّما أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ)
وإذا ترسخت هذه الشبهة في قلب فليس من السّهل إزالتها ، لذلك كان علينا الاستعاذة بالله أبدا حين قراءة القرآن ، بل حين دراسة أيّة قضية علمية حتى لا يختلط الحق والباطل في أذهاننا.
[١٠٢] ان الذين يكذبون ويبدلون آراءهم كل يوم ، بل بين ساعة وأخرى انما يتبعون أهواءهم ، بينما الكتاب نزّله الله بسبب روح القدس المعصومة عن الزلل ، والمقدسة عن الأهواء ، وحكمة هذه الروح التي ترافق الرسول أن تثبّت المؤمنين وتعصمهم من غواية الشيطان ومن شبهاته.
(قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِ)
فالحق المتمثل في سنن الله ، في الآفاق والأنفس ، هو باطن آيات الله ، كل آية مظهر لسنة إلهية راسخة في ضمير الخلق. والسّنن ليست واحدة وكذلك الآيات. والاختلاف بين الخلق موجود ، ودليل على وحدة خالقهم ، كذلك الاختلاف في آيات الله الكاشفة لتلك السّنن موجود ، وكاشف عن علم الله سبحانه.
(لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا)
فالذين آمنوا يعتصمون بروح القدس ، ويظلهم روح القدس بقبس من نوره.
(وَهُدىً وَبُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ)
فمن أسلم وجهه لله ، هداه الله بالقرآن وبشره بحياة طيبة ، وإذا تكامل فانه سوف يصبح مؤمنا ، والمؤمن يملك قوة الهية تحفظه من كيد الشيطان ، ومن شبهاته وهذا يسمى بالعدالة ، ويقولون خطأ أنها ملكة في النفس؟