والجني؟
شيطان الفكر :
[١٠١] الشيطان الثقافي أخطر على الإنسان من زملائه شياطين الثروة والإرهاب والزينة؟
ذلك لان قدرة الإنسان على التمييز بين الحق والباطل ليست عالية ، وذلك لسبب بسيط أن القلب البشري يتعرض لعواصف الشهوات ، فيخبو ضوء العقل ، ولو لا تدخل قوة غيبية هي قوة الإيمان والتوكل ، فإن رياح الشهوة تكاد تطفئ مشعل العقل.
من هنا كانت الشبهات خطيرة ، ومن هنا أيضا لم يتخلص حتى المؤمنون من وساوس الشيطان ، فغفر الله لهذه الأمة المرحومة ما يوسوس به الشيطان إذا لم يعتقد به المؤمن.
ومن الشبهات ما أثاره الشياطين حول تبدل الأحكام الشرعية وفق متغيرات الظروف فقالوا : إذا كان الرسول صادقا إذا لم يأت كل يوم بقانون جديد ومخالف للقانون السّابق؟ بل قالوا : إذا كانت رسالات السّماء صادقة إذا ما اختلفت شرائعها؟
ولكن الله اعلم بما ينزل ، وهم جاهلون ولا يعلمون أن الحياة تتغير ، وكل قانون يناسب وضعا معينا ، فإذا نزل فيه كان حكيما ، وإذا تخطاه كان سفها.
(وَإِذا بَدَّلْنا آيَةً مَكانَ آيَةٍ وَاللهُ أَعْلَمُ بِما يُنَزِّلُ)
فهو عالم بحكم النسخ والتغيير.