أئمة الكفر ، والملأ من حول الفراعنة ، والبطانة من حول الطغاة.
الفريق الثاني : الذين يطيعون الشيطان خوفا وطمعا وسواء هذا الفريق أو ذاك فإنهم جميعا يصبحون عبيد الشيطان ، ويفقدون حريتهم واستقلالهم وثرواتهم التي يصادرها الشيطان.
القوى الاستكبارية في الأرض المتمثلة اليوم في «امريكا» و «روسيا» واقمارها المفسدين ، لم يفوضوا بالسيطرة على الشعوب المستضعفة من قبل الله الحكيم سبحانه ، إنما نحن الذين خضعنا لإديولوجيتهم فأخضعونا لمصالحهم ، أو خضعنا للثروة والقوة رهبا ورغبا ، فامتلكوا دوننا ناصية الثروة والقوة ، واستعبدونا صاغرين.
والآن كيف نتخلص؟
لا بد أولا من التحرر عن إديولوجية الاستعمار ، وعن التبعية المطلقة للمال والرجال ، ثم العودة إلى الله ، والاستعاذة به من شر الشيطان ، ذلك لأن الطبيعة ترفض الفراغ ، والقلب البشري ينقاد إما لسلطة الله أو لتسلط الطاغوت ، فإذا رفضنا ولاية الله استعبدنا الشيطان ، ولا حياد بين الحق والباطل ، كما لا مسافة بين الكفر بالله ورفض حاكميته على الإنسان ، وبين الإيمان بالطاغوت والخضوع لتسلطه واستغلاله.
والسّياق القرآني يشير إلى هذه المعادلة ، إذ يأمرنا ربنا بالاستعاذة بالله والتوكل عليه ، ثم يبيّن أن الشيطان عاجز عن التسلط على المتوكلين بالله.
ونتساءل معا : هل تعني الاستعاذة مجرد التوجه القلبي الى الله؟ أم ان تطبيق مناهج السّماء في الوحدة والصبر ، والاستقامة والسّعي ، والقيادة الرشيدة ، كل أولئك بعض معاني الاستعاذة بالله ، وبالتالي طرق مقاومة العبودية للشيطان الانسي