والاستعاذة نوع من التوكل ، وتفترق عنه في أن الاستعاذة طلب ملح من الله بإنقاذ الإنسان من شر محدق ، وأي شر أخطر من شر العقيدة الباطلة ، أو من شر الجهل بالحقيقة الذي تخلقه وساوس الشيطان في القلب؟!
وفي طول فترة تلاوة القرآن لا بد أن يستعين البشر بربه.
التوكل حصن المؤمن :
[٩٩] الشيطان ينفذ الى قلب الشخص ، ويتجسد في شكل القوى السّياسية والاجتماعية المحيطة به ، ولكن المؤمن الذي يتوكل على الله يحفظه الله من هذا الشيطان الذي يجري فيه مجرى الدم.
(إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ)
بينما الذي لا يؤمن بالله يتسلط عليه الشيطان ، فيضله عن الحقيقة لضعف إرادته.
[١٠٠] الذي يتخذ الشيطان وليا وقائدا مطاعا ، فيشرك بالله ويتخذ من الشيطان شريكا مزعوما لله ، ويعبد الله حينا ويعبد ويطيع الشيطان حينا آخر ، إنه يقع فريسة الشيطان الذي لا يستطيع ان يتخلص من شره إلا بالاستعاذة بالله.
(إِنَّما سُلْطانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ)
يبدو أن هناك فريقين يتسلط عليهما الشيطان ، إنسيا كان شيطانهما أو جنّيا ، ظاهرا كالطغاة والمستكبرين ، أو باطنا كالعقائد الفاسدة والعقد النفسية.
الفريق الأول : الذين يتخذون الشيطان وليا ، ويخلصون الانتماء اليه كمثل