بنى إسرائيل والابتلاء :
[١٢٤] (إِنَّما جُعِلَ السَّبْتُ عَلَى الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ)
ماذا تعني الآية في هذا السياق القرآني بالذات؟
لقد جاء في التفاسير : ان السبت بمعنى القطع ، وسمي السبت بهذا الاسم لان اليهود كانوا قد كلفوا بقطع العمل في هذا اليوم.
ثم قالوا : ان اختلاف اليهود في السبت كان بسبب انهم خالفوا أوامر الله في الاستراحة فيه ، ففرض الله عليهم ذلك ، وكان ذلك بمثابة الابتلاء.
وبعضهم قال : بل انه فرض عليهم يوم الجمعة ، وحين اختلفوا أخّره الله الى السبت.
وبقي السؤال العريض : ما هي علاقة الآية بما سبقتها؟
ربما الآية توحي الى أن بني إسرائيل أمروا بأن يعطلوا يوما يقضون فيه حاجاتهم الخاصة ، فلم يتفقوا على يوم ، بل كان كلّ فريق يتنافس وسائر الفرقاء في المكسب ، مما جعلهم في الحيرة ، وهنا جعل الله عليهم السبت ليقطع خلافاتهم ، وكان ذلك امتحانا لهم.
وهذا يتناسب مع السياق الذي يدلّ على أن بعض الأحكام الشرعية تشرع بسبب ظروف خاصة ، ثمّ إذا تغيرت الظروف زال الحكم ، وهذا أمر كثير في بني إسرائيل ..
(وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ)