(وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)
الذين أحاطوا به.
وقد جاء في الحديث المأثور عن الصادق (عليه السلام) : لقد كانت الدنيا وما كان فيها إلّا واحدا يعبد الله ، ولو كان معه غيره لأضافه اليه حيث يقول : ((إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)) فصبر بذلك ما شاء الله ، ثم ان الله تبارك وتعالى آنسه بإسماعيل وإسحاق فصاروا ثلاثة.
[١٢١] أبرز صفات إبراهيم التي تتناسب والسياق القرآني هنا : صفة الشكر التي أنهت بإبراهيم الى أن يختاره الله من بين الملايين من البشر المعاصرين له ، وأن يهديه الى الصراط المستقيم ..
(شاكِراً لِأَنْعُمِهِ اجْتَباهُ وَهَداهُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ)
وهكذا كلّ من شكر أنعم الله هداه الله الصراط المستقيم.
١٢٢] ولم يبق إبراهيم وحده ، بل آنسه الله بذرية طيبة لم تلبث أن تكاثرت حتى ملأت الدنيا ، وأما في الآخرة فهو في عداد الصالحين ..
(وَآتَيْناهُ فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ)
[١٢٣] وجعله الله قدوة الأنبياء وأمام الناس ، حتى أن ربنا أمر نبيه الأعظم أن يتبع دين إبراهيم وطريقته ، لأنه كان مستقيما معصوما عن الزلل ..
(ثُمَّ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)
والله لا يأمر باتباع المشرك أنى كانت الظروف.