وهذا التعبير صريح في ان العروج تم به وليس بروحه (ص).
ثانيا : ان الرسول (ص) قص على الناس في مكة وأكثرهم كفار قصة المعراج ، فكذبوه وأخبرهم بما رأى في الطريق مما ظهر صدقه لهم بعدئذ ، ولو ان العروج كان بروحه في مثل النوم ، لكان الأمر غير ذي بال ، ولا يثير التساؤلات عندهم.
وعلى العموم لا بد ان نعرف : ان عروج الرسول لم يكن مثل صعود المركبات ، بل كان اعجازا مثل صعود عيسى وإدريس (ع) ومثل ما فعل الله سبحانه وتعالى لأنبيائه (عليهم السلام) من طوفان نوح ، وخمود النيران لإبراهيم (ع) وابتلاع عصى موسى (ع) لحبال سحرة فرعون واحياء الموتى على يد عيسى بن مريم (ع).
وكما القرآن اعجاز تحدى كل العلماء والبلغاء ، ولم يستطيعوا أن يأتوا بمثله ، كذلك أسراء النبي (ص) ومعراجه.
اما كيف تم ذلك فان العلم يتقدم ، وامامه طريق طويل حتى يستطيع ان يكشف اسرار هذه الرحلة المادية الروحية العجيبة.
بل فهذا العلم تقدم خطوات ، وأظهر ان قطع المسافة بين المسجدين في ليلة واحدة ممكنة ، ثم تقدم واثبت ان الصعود الى الفضاء هو الآخر ممكن بصورة اجمالية ، بينما كان الأمران محالان عند السابقين حين تمت رحلة الإسراء والمعراج ، وسوف يتقدم ويتقدم ليكشف بعض اسرار الرحلة المعجزة.
وأخيرا لنعلم ان عروج الرسول كان رحلة روحية أيضا ، بالاضافة الى انه كان رحلة مادية ، حيث شاهد الملائكة والأنبياء السابقين ، والجنة والنار ومن فيهما.
حديث الإسراء :
في الحديث المروي عن تفسير القمي ، عن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن