على مثله الا بمركبات فضائية متطورة ومعقدة ، ومع ذلك فانها لا تستطيع ان تعمل الا في حدود ضيقة جدا ، بالنسبة الى الرسول صلّى الله عليه وآله؟
٣ ـ وإذا كانت السموات جميعا عرصة رحلة الرسول ، فيقتضي ذلك ان تكون سرعة المركبة أضعاف سرعة النور بملايين المرات ، لان الرسول قطع ـ حسب الروايات ـ تلك المسافات في ساعات.
وتساؤلات اخرى جعلت طائفة من العلماء يشككون أنفسهم في المعراج ، حتى ان بعضهم أوله بأن روح الرسول هي التي عرجت وليس النبي (ص) بجسمه وروحه.
بيد ان إجماع علماء آل البيت عليهم السلام قائم على ان العروج كان بالجسم والروح كما يحكيه شيخ الطائفة الطوسي (قدس الله سره) والشيخ الطبرسي (ره) والعلامة المجلسي وآخرون. (١)
وهكذا ذهب أكثر المحققين من علماء المسلمين الى ذلك وعليه روايات صحاح مشهورة حسب ما يحكيه المفسر المعروف الرازي. (٢)
ويدل على ذلك :
أولا : ان الآية صريحة على ان العروج تم «بعبده» كما جاء في هذه الآية وتصرح آيات سورة النجم بقوله : (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى * عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى * عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى * ما زاغَ الْبَصَرُ وَما طَغى * لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى). (٣)
__________________
(١) راجع تفسير نمونه ص ١٣ ج ١٢
(٢) المصدر ، ويراجع أيضا تفسير الرازي
(٣) سورة النجم ١٣ ـ ١٨