قوله سبحانه : «يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ».
(مِنْ أَمْرِهِ)
والملائكة تصدر انطلاقا من أمر الله ، فلا تعمل حسب أهوائها ، لذلك فهم يهبطون الى عباد الله المصطفين.
(عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ)
فالرسل عباد لله وليسوا أنصاف آلهة ، أما محتوى الرسالة وجوهرها فهو التالي :
(أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ)
إخلاص العبادة لله في كلّ الشؤون ، والذي يتجسد في التقوى ، هو جوهر الرسالات الإلهية.
[٣] وحين ينذر ربنا عباده من الانحراف عن خط التوحيد ، فإن ذلك ينسجم مع أساس الخلق ، حيث خلق السماوات والأرض بالحق ، وانه هو المهيمن عليها دون شريك ، فالبشر إذا شذوا عن سنة الكون ، فلا أحد ينقذهم من جزاء انحرافهم ، لأنّ ربنا تعالى عن الشركاء الذين يدعوهم الكفار أندادا له سبحانه فلا يغنون من عذاب الله شيئا.
(خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ)
[٤] ومن هو هذا الإنسان الذي يخالف سنة الكون؟! أو لم يخلق من نطفة ، فإذا به يتحول الى مجادل يلقي الحجة بعد الحجة. ويختار رأيه الخاص به ، ويفند سائر الآراء بل تراه قد يتحدى سنة الحق بلا استحياء!!.