ذواتهم ، ويقولون : انما أوتيناه على علم عندنا كما فعل قارون ، اما المؤمنون فإنهم يزدادون ايمانا وشكرا لله.
وفي حديث عن عائشة ان رسول الله (ص) كان يغيب عن فراشه ويتوجه الى البقيع ، فيتعبد ويبكي ويتضرع فتقول له عائشة : يا رسول الله أو لم يغفر لك ربك ما تقدم ذنبك وما تأخر؟ فيقول : نعم. فتقول له : فلما ذا تتعب نفسك؟ فيقول :
«أفلا أكون عبدا شكورا»
هكذا كان نوح عبدا شكورا ، وهكذا يأمر الله بني إسرائيل الذين أنقذ آباءهم مع نوح من ذلك الطوفان العظيم ان يشكروا ربهم ، وهو بعدئذ منّ عليهم بكتاب فيه هدى يحمله إليهم نبي عظيم وهو موسى (عليه السلام) الذي قادهم بإذن الله من نصر الى نصر.
فلو أنهم شكروا نعمة الرسالة ، ونفّذوا تعاليمها ، فقد أحسنوا لأنفسهم ، وكان هذا في الكتاب مسطورا كما بينته الآية التالية.
الظالم سيف الله :
[٤] (وَقَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ)
لقد انبأ كتاب التوراة بني إسرائيل بقضاء الله الذي سوف يتحقق.
(لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً)
علو بني إسرائيل يشبه علو فرعون الذي يقول عنه ربنا : «إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَها شِيَعاً» (٤ / القصص).