والعلو هو حالة الغرور بالذات ، والاستكبار على الحق ، والاستعلاء على الآخرين ..
[٥] (فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما)
يعني حان وقت الفساد الاول.
(بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ)
البأس : الشدة والغلظة وهي كلمة تستخدم عادة عند الحديث عن الحرب.
ولكن من هم هؤلاء العباد؟ هل يصدق هذا على بخت نصّر ، هكذا قال البعض فلقد كان ملكا على بابل في العراق ، فقاد جيشه نحو فلسطين ، فأنهى حضارة اليهود ، وهدم الهيكل ، وقتل سبعين ألفا منهم ، وسبى الآلاف ، ثم تأجحت الحروب بين بابل وبلاد فارس ، والتي كان يرأسها كورش الاول ، فانتصر الأخير وحرر المستعبدين من بني إسرائيل ، وأعادهم الى فلسطين ، وبنى لهم الهيكل ، وحينما رأى اليهود ذلك علو في الأرض ثانية وأفسدوا فيها.
ولو كان هذا المقصود فهل يمكن ان يسمي القرآن السفاكين كبخت نصر «عِباداً لَنا»؟
بلى ، إذ الصالح والفاسد كلاهما عبد ان لله ، وقد يكون الظالم وسيلة انتقام الرب من العصاة حيث جاء في حديث قدسي «الظالم سيفي انتقم به وانتقم منه»
(فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ)
وجاس من التجسس اي دخل بخت نصر وجماعته أعماق البلاد ، وتجسسوا عن أحوالها.