هؤلاء الصهاينة حين غصبوا أراضي الآخرين ، وطردوهم من ديارهم ، واستبدوا في البلاد ظلما وبطشا ، لن يتركهم الله ، بل سوف يسلط عليهم عبادا له ذوي بأس شديد ، فيصيبهم ما أصابهم في المرتين السابقتين إذ أفسدوا في البلاد.
(فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ)
اي حان وقت الإفساد الثاني. سلط الله عليهم ملك الروم (اسبيانوس) الذي بعث قائده (طرطوز) الى فلسطين فدخل البيت المقدس ، وقتل أهلها ، وسباهم ، وعمل الفضائع في بني إسرائيل حيث يقول تعالى :
(لِيَسُوؤُا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَما دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ)
بالطبع ان (بخت نصر) غير (اسبيانوس) ولكن القرآن يريد ان يذكرنا بان الطغاة سواء جاؤوا من الشمال أو الجنوب فهم ذووا مسلك واحد وهدف مشترك.
وما ذكرناه سلفا واحد من التفاسير المعروفة في هذه الآيات ، وهناك من يرى غير ذلك ، مثلا :
١ ـ ان (القدس) قد بني مرة على عهد داود وسليمان (عليهما السلام) فهدمه بخت نصر ، ومرة اخرى بني على عهد ملوك الفرس من سلسلة (هخامنش) وان قائدا باسم (طيطوس) هدمه وبقي مهدما حتى فتحه المسلمون على عهد الخليفة الثاني.
٢ ـ وقالوا : بأن فساد بني إسرائيل الاول كان في عهد بداية الإسلام ، حيث قمعه عباد الله المسلمون. اما فسادهم الثاني فهو اليوم ، وسوف يقمعه عباد الله المسلمون ، أيضا. نرجو ان يكون ذلك قريبا بأذن الله.
(وَلِيُتَبِّرُوا ما عَلَوْا تَتْبِيراً)