وهذه الآية دعوة ضمنية الى تحمل المسؤولية لأنها تذكر الإنسان بمسؤوليته عن عمله والذي يترتب عليه جزاؤه في الحاضر والمستقبل.
(وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ كِتاباً يَلْقاهُ مَنْشُوراً)
فللإنسان كتاب عند الله ، فيه تفصيل ما عمله في دنياه. ينشره له يوم القيامة ليقرأه.
[١٤] (اقْرَأْ كِتابَكَ كَفى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً)
الإنسان يعترف بأعماله ، ويحكّم نفسه بنفسه ، فلا حاجة الى محكمة تقضي عليه ، ولا الى شهود يثبتون عليه جرائمه ، بالرغم من وجود تلك المحكمة وأولئك الشهود.
وبعد ذلك يوضح لنا ربنا بعدا آخر من ابعاد المسؤولية وهي مسئولية الإنسان عن هداه وضلالته كمسؤولية عن سعيه وعمله ، إذ يقول تعالى :
[١٥] (مَنِ اهْتَدى فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها)
وكثيرا ما ترى أناسا يضلّون ، فيلقون اللوم على عاتق الآخرين كأن يقول : لم يكن هناك من يهديني ، أو ان الحكومة ضللتني ، أو ان البيئة الثقافية والتربوية لم تكن مساعدة لي على الهداية. كلا .. ان الله اعطى لكل إنسان قدرة الكشف والاهتداء ، ووفر له فرصة الهداية ، وانما يتبع البشر هواه لأنه أسهل له وأقرب الى طبيعته الجاهلية العجولة.
ومثلما هو مسئول عن ضلالته ، فهو مسئول عن اعماله ، وحرام ان يلقي اللائمة