على الآخرين.
(وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى)
فلا يستطيع أحد ان يهدي أحدا الا إذا أراد الآخر ان يهتدي بهداه ، كما لا يستطيع أحد إضلال الآخر الا إذا أراد هذا ان يضل بضلالته ، ولكن القرآن ينفي ذلك ويقول : ان لكل عمله. ولا أحد يقدر على تحمل وزر عملك.
والآية هنا تقول «وازرة» وهي اسم فاعل للمؤنث ، كناية عن النفس البشرية ، وهنا تتبين العلاقة بين النفس والمسؤولية العملية للإنسان.
(وَما كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً)
ان التاريخ يحدثنا بان العذاب لم ينزل على امة ما الا من بعد ان يرسل الله إليهم هاديا ينذرهم ، ويبلغهم رسالات ربهم.
كلمة «الرسول» عامة تشمل كل من حمل رسالة التوحيد بصورة مباشرة كرسول الله (ص) أو غير مباشرة مثل الائمة المعصومين (ع) أو الفقهاء المجتهدين ، أو الرساليين والمجاهدين.
كيف تنهار الأمم؟
ودليل مسئولية البشر ، هو جزاؤه في الدنيا على سيئات عمله ، وعلينا ان نقيس الآخرة بالدنيا ، ودليل رحمة الله وحكمته ، أنه لا يعذب أحدا حتى يبعث اليه رسولا ، انه سبحانه لم يهلك قرية الا بعد ان أتم حجته عليهم بالرسل.
(وَإِذا أَرَدْنا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنا مُتْرَفِيها فَفَسَقُوا فِيها)