والسؤال : لماذا تبدأ هذه الآيات وتنتهي بموضوع واحد هو النهي عن الشرك بالله سبحانه وتعالى؟
ان الشرك بالله يشكل جذر كل مشكلة ، اجتماعية كانت أو نفسية ، فالشرك وجهها النظري بينما وجهها العمل فهو الكذب والغدر والخيانة ، وعدم الوفاء ، وغير ذلك. وكذلك الايمان بالله وتوحيده من جهة ، والصلاة والصوم والحج وغيرها من مظاهر التعبد لله من جهة اخرى يعتبران وجهين لقضية واحدة.
وهناك أمر لا بأس بالاشارة اليه وهو ان الله سبحانه وتعالى في سورة النحل (الآية ٩٠) يقول : (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) وفي الآيات التالية من سورة الإسراء يؤكد هذه المعاني. إذ ان العدل هو : ان تتحرك في الصراط المستقيم فلا تفرط ولا تفرّط ، وان تفي بحقوق الآخرين ، اما الإحسان فهو : ان تحسن الى غيرك في المعاملة ، والإحسان اسمى درجة من أداء الحقوق ، والبغي هو : القتل ، والفحشاء هو : الزنا ، والمنكر هو : الكذب ، وهكذا بقية المعاني ، ومن أراد التأكيد في مدى تطابق هذه الآيات مع تلك. عليه ان يراجع تفسيرنا لسورة النحل ، وهناك ملاحظة : «ان العدل هو إعطاء كامل الحقوق ، وأما الإحسان فهو إعطاء الزيادة».
بينات من الآيات :
الشرك جذر الانحراف :
[٢٢] (لا تَجْعَلْ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً مَخْذُولاً)
جاء النهي عن الشرك في مقدمة الحديث عن قضايا اجتماعية لان الإنسان قد يعبد صنما فيتخذه إلها ، سواء كان هذا الصنم رمزا لرئيس القبيلة أو لصاحب المال أو لصاحب الصولجان أو لأية قوة اجتماعية اخرى ، وإذا ما فعل ذلك فانه سيندم ،