بناء الأفكار الفاسدة ، والمتراكمة فوق بعضها في قلب البشر؟
الجواب :
بالايمان بالحياة الآخرة ، حيث انها قوة التعادل ، وثقل السكينة عند الإنسان ، فمن آمن بالآخرة سلا عن الشّهوات ، وتعالى فوق الضغوط ، وتجاوز العقد النفسية ، وكل ذلك يحفظ قلبه عن الأفكار التي تمليها الشّهوات والضغوط والعقد ، و. و.
اما الذي لا يؤمن بها ، فان الله تعالى يجعل بينه وبين القرآن حجابا لا يراه ، ولا يمكنه إذا اختراقه ، كيف؟ فاذا قلبه مستور ان يفقه ، وإذا اذنه ثقيلة بالوقر وإذا به يهرب عن حقيقة التوحيد ، ويبحث عن الآلهة الكاذبة ، وإذا به لا يستمع ـ وهم يناجون بعضهم ـ ان هذا الرسول مسحور ، وليس بعاقل ، وبسبب هذه الأمثال يضلون الطريق ولا يهتدون الى سبيل الحق.
وجذر مشكلتهم كفرهم بالآخرة إذ يقولون : هل نحن نعود الى الحياة بعد ان نكون عظاما ورفاتا ، دعهم يكونون حجارة أو حديدا ، أو اي شيء كبير في نظرهم ، فان الذي خلقهم أول مرة يعيدهم أما متى؟ فان علمه عند الله فعسى ان يكون قريبا ، يوم يدعوهم الله ، فاذا بهم يستجيبون لداعي الله وهم يحمدون ربهم ، ويزعمون انهم ما لبثوا في القبر الا قليلا.
بينات من الآيات :
[٤٥] (وَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجاباً مَسْتُوراً)
من الطبيعي ان الذين يتذكرون الموت ويؤمنون بالآخرة وما تشتمل عليه من ثواب وعقاب ، فإنهم يشعرون بالمسؤولية دائما ، وينظرون الى القرآن نظرة واقعية