بعيدا عن الرؤى والخيال ، بل نابعة عن موضوعية كاملة وتدبّر ، ولذا فان افئدتهم بصيرة وبصيرتهم نافذة. اما الذين لا يؤمنون بالآخرة فإنهم محجوبون عن الواقع بسبب عدم ايمانهم.
وقد قال المفسرون عن «حِجاباً مَسْتُوراً» انه لم يكن أحد من الكفار يمكنه رؤية الرسول (ص) حينما يقرأ القرآن حتى لا يصيب رسول الله بأذى.
ويبدو ان التفسير الأقرب القول بان الحجاب المستور ، وهو النظرة السلبية التي يتخذها الكفار إزاء آيات القرآن والآيات التالية تفسر ـ فيما يبدو لي ـ معنى الحجاب المستور.
[٤٦] (وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ)
لكي لا يفقهوا القرآن ، جعل الله قلوبهم في اكنة. ولفظة الاكنة ، جمع للفظة كنان وهو الستر وهذا الستر هو ذلك الحجاب المستور الذي ضربه الله بين القرآن وبين قلوب الذين كفروا بالآخرة عقابا لهم على تكذيبهم بالبعث ، واستهانتهم بقدرة الله على اعادة الخلق واستجابتهم لشهواتهم وعصبياتهم.
ونتساءل هل هذا الحجاب هو تلك السنة الإلهية التي جرت في خلقه ان من يتعصب لفكرة فاسدة فانه لن يرى الحقيقة ، أم انه فعل الهي جديد ، حيث يزيد الله الكافرين ضلالة وكفرا ، ويدعهم في ظلمات يعمهون؟
بلى انه فعل جديد ، انه حجاب يجعله الله بين الكفار والقرآن. وانه لعقاب عظيم ان يشاء الله ضلالة البشر ، بعد ان كفر بالهدى ، وان علينا الحذر أبدا من هذا العقاب العظيم ، ونسأل الله دائما الهداية ، والا يضلنا بعد ان هدانا ، انه مجيب الدعاء.