(وَفِي آذانِهِمْ وَقْراً)
الوقر : هو الثقل. والاذن الوقرة هي الثقيلة السمع. وفي هذه الحالة لن يكون باستطاعة الاذن أداء وظيفتها بشكل جيد ، كما انه إذا ما أصيب العقل بضعف فسوف لن يستوعب ما تنقله الاذن ولا سائر الجوارح.
(وَإِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً)
ولان الكفار لم يعتقدوا بوحدانية الله فإنهم كانوا ينفرون من سماع القرآن لان أفكار القرآن تخالفهم وانما كان فرارهم بسبب خوفهم من صحوة الضمير.
[٤٧] ان جوارح البشر نوافذ قلبه على العالم الخارجي ، وإذا كان القلب قد ران عليه الشّهوات والتعصب لافكار باطلة ، فان الجوارح تشل أو تعمل خلاف المطلوب ، ذلك ان القلب المريض سوف يفسر كل الحقائق التي تتوارد عليه عبر الجوارح تفسيرا باطلا يتناسب وامراضه التي رانت عليه وكما ان من يضع على عينيه نظارة ملونة يرى كل شيء بذلك اللون ، كذلك من وضع على قلبه سماعة مضللة فانه يسمع كل شيء عبرها ، بصورة خاطئة ، انه قد صنع لنفسه قوالب ثقافية معينة يضع كل معلوماته الجديدة فيها فلا يزداد بالحقائق الا ضلالا ، ربنا يقول :
(نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَسْتَمِعُونَ بِهِ)
ولعل (الباء) هنا للاستعانة وتعبر عن تلك الأحكام المسبقة والقوالب الفكرية الجاهزة التي بها يستمعون الى الحقائق فيفسرونها حسب أهوائهم والآيات التالية توضح تلك القوالب :
(إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوى إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا