رَجُلاً مَسْحُوراً)
كانوا يبررون مواقفهم بحجج واهية يقولون انه مسحور وليس بساحر يمارس الكذب والدجل بينما كانوا يدعون الرسول (ص) (بالصادق الأمين) فلم يبق هناك مجال للتهمة سوى القول بأنه مخدوع بسحر الساحرين فهو مسحور. ويسفه القرآن هذه التهمة فيقول :
[٤٨] (انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثالَ فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً)
لأنهم اتهموا رسول الله (ص) تهما واهية وأضلوا الطريق ، وانحرفوا عن الجادة ، وبذلك صاروا لا يفقهون آيات القرآن ولا يعرفون مغزاها ، ولا يهتدون الى سبيل الحق.
وكما قلنا سلفا : ان الايمان بالآخرة ضمان للتفكير السليم في الحياة ، وان الكفار لم يكتفوا بإنكار الآخرة ، وانما كانوا يسعون لتبرير اعتقاداتهم بأفكار سخيفة ، وشبهات واهية ، ومنها الشبهة التالية :
[٤٩] (وَقالُوا أَإِذا كُنَّا عِظاماً وَرُفاتاً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً)
إذا كان الإنسان مبعوثا يوما ما فلم يصبح رفاتا اي خلقا يتلاشى؟
هذا ما كان يتساءل الكفار عنه مستنكرين فأجابهم الله :
[٥٠] ـ [٥١] (قُلْ كُونُوا حِجارَةً أَوْ حَدِيداً* أَوْ خَلْقاً مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ)
فسواء أكنتم حجارة أو حديدا أو اي شيء آخر ، تتصورونه في أذهانكم كبيرا