كالجبال والبحار والصحاري وما الى ذلك.
(فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ)
وبديهي ان الخلق ثانية أهون من الخلق ابتداء. ولعل الكفار كانوا يزعمون ان الحديد والحجر لا سبيل الى التحكم فيهما ، باعتبارها صلبة ، وليس كاللحم والعظم ـ في نظرهم ـ أو يزعمون انهما ابعد عن الخلق باعتبارهما جامدين بخلاف البشر المركب من مواد حيّة.
وأجاب السياق عن شبهتهم بان كلامهم يخضع لمقاييس المخلوقين اما الخالق فهو على كل شيء قدير.
(فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتى هُوَ)
اي سيهزون رؤوسهم ويمدونها الى الامام في هيئة الشخص المتعجب ويتساءلون متى موعدنا ان كان لنا موعد؟
فمن عادة الإنسان انه إذا احتمل في امر احتمالين ، فانه يحتمل وقوع الأيسر منهما ويستبعد وقوع الاحتمال الثاني ، ويشير هنا ربنا الى استبعاد الإنسان وقوع الآخرة ، ولكنه تعالى يؤكد له هذا الاحتمال فيقول :
(قُلْ عَسى أَنْ يَكُونَ قَرِيباً)
إذ ان مجرد اعتقاد الإنسان بأنه قد يترك الدنيا في ايّة لحظة وان القيامة ستقوم متى أراد ـ الله يجعله متّقيا لله في اعماله صغيرها وكبيرها.
[٥٢] (يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلاً)