(عَذاباً شَدِيداً كانَ ذلِكَ فِي الْكِتابِ مَسْطُوراً)
قال بعضهم انه : عند ما يتحدث الله عن بلدة طيبة في القرآن يسميها بلدا أو مصرا ، وعند ما يتحدث عن بلده سيئة يسميها قرية مهما بلغت من الضخامة.
وكانت الآية تشير الى قضية مهمة جدا في حياة القرى الّتي تشذ عن امر الله حيث يكتب عليها العذاب منذ بداية انحرافها ، ولكن مع وقف التنفيذ ، فربما يرسل العذاب في هذه اللحظة وربما لا يعذبهم الا بعد سنين من المعاناة ، ونلمس من هذه الآية : ان الله اعطى الإنسان مهلة ، وعليه ان يتحمل تنفيذ الحكم الرباني عليه ان حاد عن طريقه كما ان الآية تشير الى طبيعة البشر النازعة الى الانحراف حيث تجلب إليها عذاب الرب.
[٥٩] (وَما مَنَعَنا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآياتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ)
ليست مشكلة البشر قلة الآيات بل المشكلة هي ان الناس لا يستوعبون الآية ولا يعرفون قيمتها وبالتالي يكذبون وابرز مثال على ذلك قوم ثمود.
(وَآتَيْنا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِها)
هذه الناقة كانت آية جلية واضحة إذ خرجت إليهم من الجبل الأصم نستقيهم اللبن ، ولكن مع الأسف هذه الناقة سببت لهم مصيبة كبري إذ ظلموا أنفسهم بسببها.
السياق القرآني يحذرنا من طرف خفي من ان نطالب أبدا بالآيات دون ان نكون مستعدين لها ، إذ لو نزلت الآيات ثم كفرنا بها فقد استوجبنا عذاب ربنا الشّديد فنكون قد ظلمنا أنفسنا بتلك الآية ، كما فعلت ثمود.