وقد جاء في تفسير هذه الآية الكريمة : حديث مأثور عن الامام الباقر عليه السلام ان محمدا (ص) سأله قومه ان يأتيهم بآية ، فنزل جبرئيل وقال : ان الله يقول : (وَما مَنَعَنا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآياتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ) وكنا إذا أرسلنا الى قرية آية فلم يؤمنوا بها أهلكناهم فلذلك آخرنا عن قومك الآيات(١)
(وَما نُرْسِلُ بِالْآياتِ إِلَّا تَخْوِيفاً)
اي ان هناك نوعين من الآيات فآية مبصرة مثل ناقة صالح كفروا بها فأتاهم العذاب وآية تخوفهم وتنذرهم بعذاب الآخرة مثل البأساء والضراء.
ولان الله ختم بنبيه محمد (ص) الرسل فقد أرسل الآيات تخويفا بالقيامة ولم يرسلها بحيث يجلب العذاب لو كفروا بها.
الرؤيا :
[٦٠] ما هي الرؤيا؟ يبدو ان لدى كل واحد منا حاسة سادسة ونعني بذلك الحس الّذي يلتقط الارهاصات الّتي يشعر بها مثل النعمة أو المصيبة ، وتلعب هذه الحاسة دورا أساسيا أثناء الظروف الصعبة حيث النفوس ملتهبة ولعل الرؤيا هي جزء من هذه الحاسة ذلك لأن الإنسان في حالة اليقظة يحجبه عن رؤية الحقائق وتفهمها ما يشاهده بعينه وما يبتلى به في حياته اليومية ، بينما في النوم حين الاحاسيس الاخرى هامدة تبقى الحاسة السادسة هي الفعالة فيرى الإنسان الأمور ، وكثيرا ما يحذر الله الإنسان من المستقبل وأمور عديدة في حالة النوم ، الا ان غالبية بني البشر ولتورطهم بغرور الدنيا ونعم الله فيها ، لا يستفيدون من رؤياهم ، ولا من احساسهم بالخطر المحدق بهم ، ولعل الآية تشير الى هذه النعمة.
__________________
(١) تفسير الصافي ج ٣ ص ١٩٩