الارضي ، ولا ريب ان ما جرى على هذه الظاهرة الكونية الكبرى من تغيرات هائلة هي الاخرى تتسم باهمية كبري أيضا ، وأهم تغيير جرى على هذه الظاهرة هو تغير القيادة الاسلامية من الخلافة الراشدة الى ملك عضوض نزى عليه الامويون ، وهذا التغيير هو أكبر انحراف حدث في الامة الاسلامية ومن الطبيعي والإسلام رسالة غيبية ، ان لا يسكت عن هذه الانحرافة الكبرى ، وهذا التغيير الخطير في رسالة الله ، والله الّذي يحب رسالته ورسوله والامة الاسلامية لم يترك الأمر الا وقد أشار اليه بطريقة أو بأخرى ، ولم تكن هذه الاشارة واضحة كأن يذبح الرسول (ص) قادة بني امية جميعا ، لان هذا ليس من شأن الرسالات الإلهية لان الله يريد اختبار الناس وامتحانهم ، وفي نفس الوقت لا يدع الله الأمر من دون حجة بيّنة بل يشير الى الحق والباطل ، ثم يترك المجال مفتوحا لاختيارهم الحق أو الباطل.
والتفسير المختار هو ان الرؤيا هي رؤيا الرسول (ص) في منامه ان قردة ينزون على منبره ويتثاوبون عليه ، والرسول قال هذا الكلام للناس ولكن من الّذي عقله؟
أهل الذكاء والفطنة ، وأهل التوسّم الايماني هم فقط الذين عرفوا بان منبر الرسول (ص) مركز قيادته ، وان هناك فئات من الامة سوف تسعى لهذا المركز دون حق ، هم بنو امية اما الآخرون فقالوا ان طيف الرسول كطيفهم لا اثر له ، وحقيقة الأمر انه يختلف تماما ، ونبي الله إبراهيم أراد ان يذبح ابنه بسبب رؤيا.
«قالَ يا بُنَيَّ إِنِّي أَرى فِي الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ» فقال له ابنه نبي الله إسماعيل «قالَ يا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ» وهكذا كانت رؤيا الأنبياء وحيا.
من هنا جاء في الحديث ان ذلك رؤيا راه النبي في منامه ، ان قردة تصعد منبره وتنزل فساءه ذلك واغتّم به.