بوعود كاذبة ، فان عباد الله سوف يتحدونه بعون الله ، وبالتوكل عليه وكفى بالله وكيلا. والله يملك كل شيء ومن يعرفه ويتوكل عليه فهو حسبه.
فهو الّذي يزجي السفن في اعالي البحار لمصلحة البشر ، رحمة بهم اما إذا أحسوا بالضراء في البحر وغاب عنهم آلهتهم الّتي كانوا يشركون بهم فان يد الله تنجيهم من ورطتهم بالرغم من انهم يعرضون عنه إذا وصلوا الى الشّاطئ آمنين ، ويقابلون رحمة الله ، بالكفران بدل الشّكر ، دون ان يتذكروا ان الله قادر على ان يخسف بهم جانب البر ، أو يرسل عليهم ريحا تقذفهم بالحجارة ، فلا يجدون وكيلا يدافع عنهم ، أو يخشوا العودة الى البحر فتحيط بهم عواصف تغرقهم بكفرهم ولا أحد يطالب بثأرهم.
لقد كرم الله بني آدم ، واسجد لهم الملائكة وحملهم في البر والبحر ، ورزقهم من الطيبات وفضلهم على كثير ممن خلق تفضيلا ووعدهم بالنصر في مواجهة الشّيطان الّذي يقف لهم بالمرصاد!
بينات من الآيات :
إبليس يتحدى سلطان الحق :
[٦١] (وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ)
أشرنا في سورة البقرة ان سجود الملائكة يرمز الى اخضاع الطبيعة للإنسان ، وعللنا ذلك : ان كل طبيعة في الكون لها ملك موكل بها ، فهناك ملك للمطر ، وهناك ملك للريح ، وآخر للبحار وملائكة للنهار وملائكة لليل و.. و.. والمطلوب من الإنسان هو ان يخضع نفسه وقوى الشّر في الطبيعة.
(قالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً)