الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ* إِنَّما سُلْطانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ) (النحل ٩٨)
(السلطان) هو القدرة.
(وَكَفى بِرَبِّكَ وَكِيلاً)
من الطبيعي جدا ان ارادة الشيطان لا تستطيع ان تقف امام مشيئة الله ، لان وعد الله هو الحق وان يعد الشيطان الا غرورا ، وقد وعد الله عباده بأنه وكيلهم في صرف الشيطان عنهم ، وتقطيع مصائده وهدم مكائده.
ان مقاومة أسباب الانحراف في النفس تسير جنبا الى جنب مع التيار العام للخلق والفطرة والّذي تمثله سنن الله وقوانين الطبيعة. اما الانحراف فهو السير ضد هذا التيار ، فلذلك فان الانحراف يحمل في جوفه عوامل انهياره ، حتى لو تذرع بالاساليب الملتوية من إرهاب أو إغراء.
[٦٦] (رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ)
هذه مقارنة بين غرور الشيطان ونعم الله ، فاذا كان الشيطان يرمي الى تلك المقاصد التي ذكرها الله ، فان الله سبحانه وتعالى ينقذ الإنسان من براثن الشيطان ويساعده على تسخير الطبيعة حيث يزجي السفن في البحر لمصلحة البشر.
والإزجاء : هو الدفع والتحريك ، ولا يتم الإزجاء الا بخلق عوامل مؤثرة تساعد على هذا الإزجاء سواء بالريح التي تحرّك المياه وتحدث الأمواج أو بالقمر الّذي يصنع المد والجزر ، أو بخلق العوامل التي تساعد على تحريك السفن فوق سطح المياه.
(لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ كانَ بِكُمْ رَحِيماً)