فلم تزل السفن أفضل وسيلة للتجارة ، ونقل فضل الله المتمثل في ألوان البضائع من بلد الى بلد وبالرغم من تقدم الوسائل الاخرى للنقل البري ، كالطائرات والسيارات والقطار ، فان نسبة نقل البضائع عبر البحار أعظم من غيرها بما لا قياس. وبالاضافة الى ذلك فان البحار ستضل أفضل وأعظم مصدر للطعام البشري الطيب.
[٦٧] أسلوب القرآن الحكيم يعتمد على إبلاغ الحقيقة الى غور الفكر ، وعمق القلب ، بان يرفع الحجب التي بينه وبينها حتى يشاهد بذاته الحقائق. فهذا هو العلم الحق انه كشف وشهود واتصال مباشر بين القلب والحقيقة (عبر جسر المعرفة). وهنا يذكرنا الرب سبحانه : بذاته عبر منهاج وجداني يعتمد على رفع الحجب وشهود الواقع. ولعل الحديث التالي يبلور في نظرنا هذا الأسلوب.
جاء رجل الى الامام الصادق (ع) وقال له : يا ابن رسول الله دلني على الله ما هو؟ فقد أكثر علي المجادلون وحيروني.
فقال له : يا عبد الله هل ركبت سفينة قط؟ قال : نعم قال : فهل كسر بك حيث لا سفينة تنجيك ولا سباحة تغنيك؟ قال : نعم.
قال : هل تعلق قلبك هنا لك ان شيئا من الأشياء قادر على ان يخلصك من ورطتك؟ قال : نعم قال : الصادق (ع) : فذلك الشيء هو الله القادر على الإنجاء حيث لا منجي ، وعلى الاغاثة حيث لا مغيث(١)
[٦٧] (وَإِذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ)
في لحظات الخطر يتذكر العبد ربه ، ويتعلق قلب الإنسان بالله وليس بذاته التي يعبدها أو بالطاغوت الّذي يخضع له.
__________________
(١) بحار الأنوار ج ٣ ص ٤١