سبق وان ذكر الله سبحانه بأنه وكيل عن المؤمنين في دفع الشيطان عنهم ، ولكن من هو وكيل الكافرين في دفع الموت والضرر هذه الآية تشير الى ضرورة الرجوع الى الله لأنه القوي ، ولا قوة أعلى من قوته.
عند ما ذكر الله أساليب الشيطان صغرها وبيّن ان عباد الله أقوى منها بفضل الله فاذا كان الشيطان يستطيع إغواء اتباعه فان الله قادر على إهلاكهم رأسا بان يغرقهم في اليم ، أو يخسف بهم الأرض ، أو يرسل عليهم ريحا لا تبقى ولا تذر.
بعد البلاء أما العذاب أو الرحمة :
[٦٩] (أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تارَةً أُخْرى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قاصِفاً مِنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُمْ بِما كَفَرْتُمْ ثُمَّ لا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنا بِهِ تَبِيعاً)
اي يعيدكم في البحر ، فيرسل عليكم القاصف (القاصف) هي : الأعاصير البحرية الهائلة ، هذه الآية تشير الى غباء الإنسان ، فانى له ان يهرب من عذاب الله؟! فحتى لو اسكرته الفرصة واذهله تتابع النعم عن شكر ربه ، فهل ينفعه ذلك؟!
الله قادر على ان ينسيك ما أصابك ، وهذا ليس من صالحك ، إذا قد تلدغ من الجحر الّذي لدغت منه في المرة السابقة! انما عليك ان تتذكر ما أصابك من البلاء ليذكرك بالله سبحانه وتعالى حينها لن تلدغ من جحر مرتين.
ان الله سبحانه وتعالى عند ما يبتلي امة فانما يبتليهم بما كسبت أيديهم ويهدف إنقاذهم من السيئات التي كانت سبب البلاء كما ان الألم علامة المرض فكذلك البلاء علامة الذنب فاذا كفروا وتمادوا في الغي فان الله عند ما يبتلي امة فان ذلك مؤشر إنذار لهم بأنهم مذنبون ، وان الله لا ينجي من هذا البلاء الا عند خلوص النية ،