والخلاصة هي : ان الله سبحانه وتعالى يبتلي الإنسان بالبلاء ليعمق روح الايمان فيه ، ولكنه قد يكفر إذا نجي منه وقد البلاء يتحول الى عذاب.
قال الله سبحانه وتعالى لعيسى (ع) : «يا عيسى! لا يغرنك المتمرد عليّ بالعصيان ، يأكل من رزقي ، ويعبد غيري ، ثم يدعوني عند الكرب فأجيبه ، ثم يرجع الى ما كان عليه ، فعليّ يتمرد؟ أم لسخطي يتعرض؟ فبي لآخذنّه اخذة ليس له منجي ولا دوني ملجأ»
إذا البلاء ميزان العبد فقد يهتدي به فيرحمه الله ، وقد يطغى فيحول الله البلاء الى عذاب ، لقد رفع الله فوق بني إسرائيل الطور وهددهم بأنه سوف يسقطه عليهم ، ولكنهم أخلصوا نيتهم فتاب الله عليهم ، وعند ما عادوا الى غيهم عاد الله عليهم العذاب ، إذا علينا ان نعرف أبدا ان البلاء جرس إنذار ، فنصحح انحرافنا ونتجه الى الله قبل ان يصبح عذابا شاملا.
[٧٠] (وَلَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ)
بالعقل والارادة وباستواء الخلقة ، وقدرة الجسم على الحركة باستقامة ووجود اجهزة دقيقة له تساعده على التحكّم في الطبيعة. وهكذا كرمهم بالهدى وبأنّ الأنبياء والصديقين منهم حيث أنزل لهم رسالاته. وكرمهم بتسخير الطبيعة لهم ، وتوطئة ظهور الأشياء لهم.
(وَحَمَلْناهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ)
حملهم في البر : فالأرض جعلها صلبة يستطيعون التنقل عليها وسخر لهم الخيل والبغال والحمير ليركبوها. وسخر لهم سائر وسائل الانتقال في البر بفضله كما حملهم في البحر فوق السفن التي تمر المحيطات.