الهداية في نفسه ، ولم يهتد الى الصراط المستقيم ، هكذا تكون عاقبته ، وهكذا ينبغي ان يسعى البشر نحو الهداية في الدنيا حتى لا يحشر أعمى ، ويبدو من الآية ان الشيطان يسعى من أجل حجب بصيرة البشر ، وذلك بتضليله الّذي عبرت عنه الآيات السابقة ب «وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ» وعلى الإنسان ان يتحداه ولا يخضع لغروره ، وان يسعى نحو أسباب الهداية ، ويتجاوز العقبات التي وضعها إبليس في طريقه. ذلك لأنه مسئول عن إبقاء بصره سليما. ولا يجوز له ان يسمح لأحد ان يجعله أعمى.
الرسول يتحدى الضغوط :
[٧٣] وكل إنسان مسئول عن بصيرته الا يحجبها الشيطان ، وعن هداه الا ينحرف عنه تحت وطأة الضغوط ، وهكذا كان الرسول يتحدى الضغوط التي يمارسها اتباع الشيطان لتغيير الرسالة.
والتعبير القرآني بليغ في بيان مدى كثافة الضغوط التي يتعرض لها صاحب الهداية ، حتى انها تكاد تؤثر في الرجل العظيم الّذي يصفه الامام علي عليه السلام بقوله :
«صلّ على الدليل إليك في الليل الأليل ، والماسك من أسبابك بحبل الشرف الأطول ، والناصع الحسب في ذروة الكاهل الأعبل ، والثابت القدم على زحاليفها في الزمن الاول ، وعلى آله الأخيار»
يقول ربنا : وهو يشير الى تلك الضغوط :
(وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ)
يسعى الكافرون والمشركون ان يفتنوا الرسول ، ويبعدوه عما اوحي اليه