على المروة ، وطلبت اليه قريش ان يتركه وكان مسخا ، فلم يتركه ، ثم امر بكسره فنزلت الآية (١).
ولعل الآية توحي بان الداعية قد يهم لتغيير بعض بنود رسالته طمعا في إدخال الناس في الدين وهذا بدوره خطأ ، والروايتان تشهدان على هذا التفسير.
بالرغم من ان عصمة الرسول التي تدل عليها الآية (٧٤) بصراحة تشهد على ان الرسول لم يعزم أبدا على تقديم تنازل للمشركين ، ولعله استعرض ذلك في ذهنه كأحد الخيارات المطروحة ، الا انه سرعان ما نبذه بسبب عصمة الله له ، وروي عنه انه صلى الله عليه وآله قال بعد نزول الآيات «اللهم لا تكلني الى نفسي طرفة عين أبدا» (٢)
[٧٥] (إِذاً لَأَذَقْناكَ ضِعْفَ الْحَياةِ وَضِعْفَ الْمَماتِ)
اي لأذقناك ضعف العذاب في الدنيا والآخرة ، ونظرا لمقام الرسول وعظم مسئولياته فانه يحاسب بقدر تلك المسؤوليات فكلما ارتفعت مسئولية الإنسان ، كلما حوسب أكثر بعكس الذين لا يحملون مسئولية كبيرة ، لان انحراف القيادة يعني انحراف قطاع كبير من الامة.
(ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنا نَصِيراً)
هذه الآية هي جواب على الآيات الاولى (وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنا غَيْرَهُ ، وَإِذاً لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلاً) اي لو انحرفت فقد تجد من ينصرك في الدنيا ، ولكن من الذي ينصرك من عذاب الله.
__________________
(١ ، ٢) : تفسير الصافي ص ٢٠٨ ج ٣